إذا ما قال لي ربي أما استحييتَ تعصيني؟
فأجبته وقد بان في عيني الدمعُ
قلتُ يا ربِّ ليتني بحاجزٍ من خيراتِكَ
يحويني ويحميني من سوء السيرِ
فلا يراني أحدٌ ولا أراهُ
إنكَ سرِيرٌ أعتكفُ بداخلهِ
فكيف أعصيكَ والخيرَ في يديكَ
وكيف أشتكي من عدلكَ وحكمكَ العادلِ؟
فاحتجتُ أن يُغفرَ لي ذنبي
ويَقَبَّلَ توبتي ويَتَنَزَّهَ عنّي الذنبُ
فقال لي ربي: إن عفوي ورحمتي وسعَا
فلا تحزن ولا تيأس وتوكَّل على الغيبِ
إني أعلمُ سرَّكَ وعلانيتَكَ
فاستغفر الذي أعلم سرَّكَ وعلانيتَكَ
واعتمد على فضلي وكرمي وإحساني
فقد غفرتُ لك وأنتَ تحملُ الذنبَ
إنا لنتابعكَ حين تذكرنا وتدعونا
فسامعُ الدعاءِ والمستجيبُ الكريمُ
فمهما تعثرتَ في طريق الخيرِ
فتوكَّل على اللهِ وثق بالكريمِ
فهو المغني الذي لا يعجزه شيءٌ
فهو الرازق الذي لا يحجبه عرقٌ
فلا تحزن ولا تقنط يا قلبي
فإن ربكَ قريبٌ ولكَ السعادةُ الكبيرةُ
نبذة عن المؤلف: أبو القاسم الشابي هو شاعر تونسي واحد من أبرز شعراء العصر الحديث في العالم العربي. تتميز قصائده بالعمق والتأمل في قضايا الحب والوطن والحرية. يعتبر رمزًا للثورة الثقافية والأدبية في تونس والعالم العربي. قصيدته "إذا ما قال لي ربي" تعتبر واحدة من أشهر قصائده التي تعبر عن العبودية والحرية الروحية.