الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه
من هو الفاروق عمر بن الخطاب
عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، شخصية تاريخية كبيرة في الإسلام، وهو واحد من أبرز الصحابة الذين أسهموا في بناء وتوسيع الدولة الإسلامية الناشئة. ولد عمر بن الخطاب في مكة المكرمة، وتربى في بيئة تميزت بالعادات والقيم الجاهلية، إلا أنه عندما أسلم، تحول إلى شخصية رائدة وحكيمة تاريخية.
يُرتبط نسبه بنسب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إذ كانت أمه حنتمة بنت هشام المخزومية، أخت أبي جهل، وهو الصحابي الكافر الذي كان يعادي الإسلام في بداياته. وقد لقب عمر بن الخطاب بـ "الفاروق"، وكان يُعرف أيضًا بـ "أبو حفص"، وذلك لأنه كان يميز بين الحق والباطل بشجاعة وحكمة، وكان لا يخشى في الله لومة لائم.
اعتنق الإسلام في شهر ذي الحجة من السنة السادسة للبعثة النبوية، وكان عمر بن الخطاب حينها يبلغ من العمر سبعة وعشرين عامًا، وكان ترتيبه الأربعين في الإسلام. كان له دور بارزًا في دعم وتوسيع دعوة الإسلام، وكانت شجاعته وحكمته تُعتبر مثالية بين الصحابة.
تولى عمر بن الخطاب الخلافة بعد وفاة الخليفة الراشد أبو بكر الصديق، وأصبح بذلك ثاني الخلفاء الراشدين. وقد أطلق عليه لقب "أمير المؤمنين"، وذلك بعد أن كانت الصحابة يُعرفون أبو بكر بلقب "خليفة رسول الله"، ولكن بعد تولي عمر الخلافة تم تغيير الاسم إلى "أمير المؤمنين"، وكان من أصحاب محمد النبي الكريم.
كان عمر بن الخطاب من العشرة المبشرين بالجنة، وكان يتميز بعلمه وحكمته، وكان أول من عمل بالتقويم الهجري. كما كان يخشى أن يضيع شيء من القرآن بموت حفظته، فدخل على أبي بكر وطلب منه جمع القرآن وكتابته، إلا أن ابو بكر رفض هذه الفكرة اكثر من مره قائلاً "كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟، إلا أن الفاروق أقنعه بالرأي حتى قرر أبو بكر تنفيذ الفكرة وتم جمع القرآن وكتابته.